أقام وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى، استكمالًا للاحتفالات بعيد البشارة الموحد للبنانيين، حفلًا للمناسبة في حديقة المتحف الوطني، تم خلاله إزاحة الستار عن نصب تذكاري لعمل فني تحت عنوان "بشارة مريم".

ولفت إلى أنّ "اليوم، نجتمع ههنا، في هذه المنطقة التي كانت لبعضِ الرّبعِ الأخير من القرن العشرين، خطَّ افتراقٍ تحتشدُ على جانبيه متناقضاتٌ كثيرة فكريةٌ وعسكريةٌ وسياسية، بلغَتْ حدَّ التقاتل والتقاصف اليومي، لنعمِّقَ على اسمِ مريم إعلانَ عهدِ الوحدة الوطنية. بالفنِّ نصنعُ ذلك، بنصُبٍ يرتفعُ بجوارِ المُتحفِ الوطني، أمام ضريح الجنديّ المجهول، في حديقةٍ ستكون خضراءَ، لا استذكارًا لخط التماس الأخضر، بل لخضرة الحياة التي ينبغي لها أن تنموَ بلا انقطاع في حقول أعمارنا وأجيالِنا. ونصنعُ ذلك أيضًا بالموسيقى والكلمة والفن التشكيلي، لنقول بالنتيجة إنَّ الثقافةَ بابُ تنوعٍ واختلاف، لكنها تجمعُ أيضًا لأنها تُنقّي النفسَ وترفعُ الروح إلى اتحادٍ في الحقّ والخير والجمال".

وذكر أنّ "مريم القديسة عانت من عنتِ اليهود وظلمِهم واتهامِهم لها بأنها أتت أمرًا فريَّا، لولا أن تكلّمَ ابنُها، من كان في المهدِ صبيّا، كما في القرآن الكريم. وها هم اليوم، لا يطلقون الاتهامات الكلامية، بل القنابل والرصاص والمتفجرات على كل مريمات غزةَ، لأنهم يخشونَ منهنَّ أن ينُجبنَ أطفالًا يقاومون في مهودِهم. لم يتغير شيء في ذهنية أولئك الصهاينة منذ ألفي سنة إلى اليوم، القتلُ إيّاه، والظلمُ عينُه، وليس لهم منا إلاّ التشبّث بالفضائل المريمية ردعًا لآثامِهم، وإلاّ الصمودِ على نهج المقاومةِ دَفعًا لشرورِهم، وما اجتماعُنا اليوم إلا وجهٌ من وجوه المقاومة الثقافية التي تُرْعِبُهم بمقدار تلكِ العسكرية. ويا مريم أمَّنا العذراء: مباركةٌ أنتِ في النساء، والسلام على ابنك يوم وُلدَ ويوم يُبعثُ من جديد ومبارك هذا المكان على اسمِك وكلنا للوطن، للعلى للعلم، عشتم وعاش لبنان".